تُعد درجة الحرارة عنصرًا حيويًا في عملية استخراج زيت السمسم، حيث تؤثر بشكل مباشر على الخصائص الفيزيائية والكيميائية للزيت، وعلى كفاءة الاستخلاص، فضلاً عن جودة المنتج النهائي. تعتمد أفضل النتائج على التحكم الدقيق في مراحل المعالجة المختلفة، بدءًا من التحضير المسبق للبذور، مرورًا بمرحلة العصر، حتى عمليات التكرير النهائية. يُشير العديد من الخبراء إلى أنه بإدارة درجات الحرارة ضمن الحدود المثلى يمكن تحقيق زيادة في معدل استخلاص الزيت تصل إلى 15-20٪، إلى جانب تقليل ظهور الروائح غير المرغوبة التي تؤثر على قبول المنتج في الأسواق العالمية.
تؤثر درجة الحرارة على اللزوجة والعدد الحمضي لمكونات الزيت، بالإضافة إلى ثبات مضادات الأكسدة الطبيعية مثل السمسمين والسيسامولين. درجات حرارة مرتفعة جدًا خلال العصر قد تؤدي إلى تحلل مركبات ضرورية، مسببةً طعماً مرًّا أو رائحة كريهة (مثل الرائحة المحروقة)، بينما درجات الحرارة المنخفضة جدًا تخفض من كفاءة استخلاص الزيت، ما يؤدي إلى خسائر اقتصادية ملحوظة.
| مرحلة المعالجة | درجة الحرارة المثلى (°م) | ملاحظات |
|---|---|---|
| التحميص / التحضير الأولي | 120 - 140 | تعزيز النكهة وتحطيم الخلايا |
| مرحلة العصر | 60 - 80 | أمثل لاستخلاص دون تدهور حراري |
| التكرير النهائي | 50 - 70 | إزالة الشوائب مع الحفاظ على العناصر الفعالة |
تختلف دقة التحكم في درجة الحرارة بين الأجهزة الصناعية الكبيرة والمعدات الصغيرة، حيث تعتمد الأولى على نظم ذكية متطورة بمستشعرات دقيقة تضمن استقرارًا حراريًا ضمن ±1 درجة مئوية، بينما غالبًا ما يواجه المستخدمون الصغار تقلبات حرارية تتجاوز ±5 درجات مئوية. هذا التفاوت يؤدي إلى اختلافات ملحوظة في جودة الزيت ومعدل الخسارة، وأظهرت الدراسات أن استخدام نظام ذكي للتحكم في الحرارة يوفر ما يصل إلى 30% من استهلاك الطاقة غير الفعالة، مع تحسين ملحوظ في الذوق واللون والنكهة في المنتج النهائي.
وجهة نظر الخبير: يقول الدكتور أحمد الغامدي، متخصص في تقنيات استخلاص الزيوت النباتية: "التحكم الدقيق في درجة الحرارة هو حجر الأساس لضمان جودة زيت السمسم وتسريع العائد الاستثماري للمصنع. التكنولوجيا الذكية تشكل فارقًا جوهريًا في تحقيق هذه الأهداف."
تؤدي الممارسات غير الدقيقة مثل ارتفاع درجة الحرارة بشكل مفاجئ إلى ظاهرة التفاعلات الجانبية التي تسبب طعماً محروقاً، كما يمكن أن تتسبب التقلبات الحرارية في تكون مستحلبات مكروهة تؤثر على نقاوة الزيت وعمر تخزينه. أما انخفاض درجة الحرارة عما هو مطلوب، فيقلل من معدل استخلاص الزيت بنسبة قد تصل إلى 10-15%، مما يضاعف تكلفة الإنتاج ويفقد المصنعين فرص السوق التنافسية.
يُوصى بتنفيذ خطوات منهجية تشمل استخدام أجهزة قياس وبيانات تسجيل مستمرة، وتحليل الانحرافات الحرارية باستمرار. ولتعزيز الأداء، يُطرح اعتماد نظم تحكم ذكية تضم خوارزميات استشعار متقدمة تضمن ضبط درجات الحرارة ضمن الحدود المعتمدة. في حال ملاحظة رائحة غير مرغوبة أو انخفاض في كمية الزيت، يُنصح باتباع بروتوكولات الفحص الآتي:
إن تبني أجهزة العصر الحديثة المزودة بأنظمة تحكم ذكية وأتمتة حرارية لا يسهم فقط في ضمان ثبات عملية التصنيع داخل الحدود الدقيقة، بل يساهم أيضًا في توفير الطاقة بشكل ملحوظ يصل إلى 30% من استهلاك الطاقة التقليدية. تسمح هذه التكنولوجيا بالتحكم الفوري عبر منصة رقمية وتخفيض فترة التوقف عن العمل بسبب الصيانة، مما يزيد من إنتاجية المصنع واستدامته.